كم تمنيت الذهاب إلى صلاة العيد كوني مسلمة مثلهم
بعض الخادمات لدينا لسان حالهن يقول يوم العيد: حل عيد الفطر المبارك على كافة المسلمين والمسلمات في أصقاع الأرض بتقديم يوم أو تأخير يوم وحل علي وأنا في أحضان الغربة أتشوك مرارتها وأتجرع آلامها أشتاق لحضن أهلي الدافئ كي أدفن فيه صبري وحرماني عند قدوم أول أيامه، رأيت أهل كفيلي الذي أعمل عنده يهنئون بعضهم ويباركون لأفرادهم بقدومه فتمنيت حينها أن أكون مثلهم أهنئ أهلي وأرى الفرحة في عيون أطفالي وأشاهد البسمة على ثغورهم فلم يكفني سماع أصواتهم في تلك الدقائق القليلة التي تحادثت فيها معهم عبر الاتصال الهاتفي، والتي قطعها نفاد رصيد بطاقة الاتصال الهاتفي المدفوعة الثمن، ولكني مسحت دمعتي الحارة المنسكبة على خدي بيدي الخشنة مذكرة نفسي بأن لقمة العيش وسعيي وراء الرزق سبب وجودي بعيداً عنهم في هذه المناسبة السعيدة.
وتذكرت احتفالات وطني المقامة ابتهاجاً بقدوم العيد وتمنيت أن أشاهد في التلفاز قناة فضائية لبلدي تبث مظاهر فرحة واستقبال أبناء جلدتي لهذه الأيام السعيدة، وتمنيت أن أسمع عبر أثير المحطة الفضائية لغتي التي تناسيتها أثناء خدمتي وغربتي، وأسمعهم وهم ينشدون أناشيد العيد التقليدية فلا شك أن تلفاز العائلة التي أعمل عندها يستقبل عشرات المحطات الفضائية عبر جهازه اللاقط ولكني أعرف مقدما أن حلمي مرفوض تماماً فأنا لم أكن موجودة عندهم إلا لخدمتهم وليس للترفيه ومشاهدة التلفاز، وكأن تلك الدقائق القليلة التي سوف تبعث في لواعج نفسي الفر ح والسرور إن رأيتها سوف تؤثر على سير عملي وأدائه.
فمنذ بداية شهر رمضان وأنا في دوام إضافي لا يطابق الساعات الست التي كان يعمل بها رب عملي في نهار رمضان، فكنت أستيقظ من الصباح الباكر أتخلص من آثار الدمار الشامل وزوبعة الفوضى المنتشرة في مجلس العائلة فأولاد العائلة التي أعمل عندهم كانوا في إجازة دراسية طوال شهر رمضان فنهارهم ليل وليلهم نهار بينما أنا ليلي نهار ونهاري ليل وعندما كانوا يذهبون لشراء مستلزمات العيد من السوق لا أفكر بالذهاب مثلهم، للسوق فأنا لست في حاجة لشراء لباس جديد للعيد لأنه لا عيد لي مثلهم فأنا إن توفر لي قرش زائد سوف أرسله لبلدي لإطعام أطفالي فأي عيد سأقضيه بعيداً عن أحبتي وأنا في غربة وكفاح من أجلهم؟.
وفي ليلة العيد قمت بتنظيف البيت ومسح أرضياته وتلميع أثاثه وتجهيز أركانه مشبهة نفسي بمكنسة الكهرباء التي تعمل بلا توقف بما أنها متصلة بقابس التيار الكهربائي، والفرق الوحيد بيتي وبينها أنها تعمل على سريان التيار الكهربائي في أسلاكها بينما أنا أعمل على خلايا جسدي المنهكة.
وبعدها قمت بغسل وكي ثياب العيد الجديدة لأفراد الأسرة وإعداد ملابس صغارهم الزاهية الألوان وتجهيز كل ما يحتاجون من جوارب وأحذية ومستلزمات، ولا أدري في نفس الوقت هل أطفالي عراة أم يكتسون ملابس رثة يستقبلون بها عيدهم اليتيم دوني؟
وعند أذان الفجر أهرع للمطبخ لتجهيز أطباق الحلوى والتمر وإعداد مستلزمات الإفطار من مختلف أصناف الأجبان والزيتون وشرائح الخبز الطازجة أرى خلالها أفراد الأسرة يتأهبون للذهاب لصلاة العيد يرتدون ملابسهم على عجل تسبقهم البسمة والحبور فأنا لا أعرف من صلاة العيد إلا صوت الإمام بتسلسل صدى تكبيره وتهليله لإذنني عبر النافذة يردده مراراً وتكرارا عبر فقرات متقاربة فيهز في فؤادي مشاعر مختلجة تزلزل كياني ووجداني.
وكم تمنيت وأنا مسلمة مثلهم الذهاب معهم لأداء تلك الصلاة التي تقام مرة واحدة في السنة ومشاهدة مظاهر التكبير وإقامة صلاة العيد في بلاد الحرمين.
وفي الصباح عند الإفطار أعد سفرة طعام طويلة تزخر بمختلف الأصناف والأنواع وأكتفي بصحن صغير به بضع لقيمات تسد جوعي وكوب ماء أرطب به ريقي، وبعد طعام الإفطار أغسل الأكواب والأطباق المتسخة، وأسرع فيما تبقى لي من قوة لعمل الشاي والقهوة وكم تمنيت أن أجلس دقيقة للراحة بعد عناء عمل شاق.
وفي الليل تقام حفلات استقبال المهنئين بالعيد وتمتد اجتماعاتهم لساعات الفجر الأولى ألبي ما يحتاجون من مأكل ومشرب وتنتهي الاجتماعات بانقضاء أيام العيد ولياليه ويطوي معه ذكرى عيد لي وسنة لا تعود من سنوات عمري.
ختاماً إني أتساءل، لماذا يكتفي كفيلي وأهله بأن أحمل مسمى الديانة المسلمة في جواز سفري ويتجاهلون رغبتي في أن أكون مسلمة حقاً تؤدي الفرائض الإيمانية وترغب بتعلم أركان الإسلام كي أتذوق حلاوة الطاعة خاصة أنني أقيم في بلد الحرمين؟ ولماذا يتجاهلون رغبتي في حضور صلاة العيد مع باقي المسلمين؟ هل خوفهم من تقصيري في عملي وخدمتهم يمنعهم من تعليمي مناهج ديني وتطبيق تعاليمه؟
ألست بشرا مثلهم لي أهل أشتاق لهم وأطفال أحلم بمداعبتهم وتهنئتهم بالعيد؟ ألست نفسا تعرف الفرحة والبهجة بحلول العيد؟!
فهل لقمة العيش وسعيي وراء رزق حلال سبب كافٍ لحرماني من الاستمتاع الحلال بالعيد وأيامه؟ ألم يعملوا كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل خادمه أنس بن مالك الأنصاري الذي خدمه عشر سنين لم يقل رسول الله له خلالها لشيء صنعه أنس: لم صنعته ولا لشيء تركه أنس: لم تركته؟ بل كان رسول الله يناديه أنيسا بصيغة التصغير تحببا وتدليلا فتارة يناديه أنيسا وتارة أخرى يناديه يا بني.
يكفيني إهدائي في أيام العيد هدية صغيرة متواضعة تدخل الفرحة لقلبي ويكفيني الذهاب لصلاة العيد في مصلى النساء مع فتيات الأسرة ونسائها يكفيني أن يهنئوني بحلول العيد كما يهنئون أنفسهم، فما أجمل أن يهدوني ثوبا جديدا أو بطاقة اتصال هاتفي أبارك لأهلي بالعيد من خلالها.
إني لن أشكو لتلك الجمعية المسماة "جمعية حقوق الإنسان" فهم لن يفهموا لغتي الأصلية أو لغتي العربية المتكسرة ولكني سألتجئ لله أن يلهمني الصبر والاحتمال لمواصلة كفاحي من أجل طفل لي هناك يأكل وولد لي يسكن ويتعلم بالحلال دون أن يسرق.
فأنا إن كنت عند العباد خادمة إلا أنني عند رب العباد مسلمة مكرمة لا أفرق عن أي بشر إلا بالتقوى.
قال خير الأنام (من لا يرحم لا يرحم)
ملاحظة: هذه المقالة لا يقصد بها تعميما ولا تخصيصا لفئة معينة.
منقوووووول
بعض الخادمات لدينا لسان حالهن يقول يوم العيد: حل عيد الفطر المبارك على كافة المسلمين والمسلمات في أصقاع الأرض بتقديم يوم أو تأخير يوم وحل علي وأنا في أحضان الغربة أتشوك مرارتها وأتجرع آلامها أشتاق لحضن أهلي الدافئ كي أدفن فيه صبري وحرماني عند قدوم أول أيامه، رأيت أهل كفيلي الذي أعمل عنده يهنئون بعضهم ويباركون لأفرادهم بقدومه فتمنيت حينها أن أكون مثلهم أهنئ أهلي وأرى الفرحة في عيون أطفالي وأشاهد البسمة على ثغورهم فلم يكفني سماع أصواتهم في تلك الدقائق القليلة التي تحادثت فيها معهم عبر الاتصال الهاتفي، والتي قطعها نفاد رصيد بطاقة الاتصال الهاتفي المدفوعة الثمن، ولكني مسحت دمعتي الحارة المنسكبة على خدي بيدي الخشنة مذكرة نفسي بأن لقمة العيش وسعيي وراء الرزق سبب وجودي بعيداً عنهم في هذه المناسبة السعيدة.
وتذكرت احتفالات وطني المقامة ابتهاجاً بقدوم العيد وتمنيت أن أشاهد في التلفاز قناة فضائية لبلدي تبث مظاهر فرحة واستقبال أبناء جلدتي لهذه الأيام السعيدة، وتمنيت أن أسمع عبر أثير المحطة الفضائية لغتي التي تناسيتها أثناء خدمتي وغربتي، وأسمعهم وهم ينشدون أناشيد العيد التقليدية فلا شك أن تلفاز العائلة التي أعمل عندها يستقبل عشرات المحطات الفضائية عبر جهازه اللاقط ولكني أعرف مقدما أن حلمي مرفوض تماماً فأنا لم أكن موجودة عندهم إلا لخدمتهم وليس للترفيه ومشاهدة التلفاز، وكأن تلك الدقائق القليلة التي سوف تبعث في لواعج نفسي الفر ح والسرور إن رأيتها سوف تؤثر على سير عملي وأدائه.
فمنذ بداية شهر رمضان وأنا في دوام إضافي لا يطابق الساعات الست التي كان يعمل بها رب عملي في نهار رمضان، فكنت أستيقظ من الصباح الباكر أتخلص من آثار الدمار الشامل وزوبعة الفوضى المنتشرة في مجلس العائلة فأولاد العائلة التي أعمل عندهم كانوا في إجازة دراسية طوال شهر رمضان فنهارهم ليل وليلهم نهار بينما أنا ليلي نهار ونهاري ليل وعندما كانوا يذهبون لشراء مستلزمات العيد من السوق لا أفكر بالذهاب مثلهم، للسوق فأنا لست في حاجة لشراء لباس جديد للعيد لأنه لا عيد لي مثلهم فأنا إن توفر لي قرش زائد سوف أرسله لبلدي لإطعام أطفالي فأي عيد سأقضيه بعيداً عن أحبتي وأنا في غربة وكفاح من أجلهم؟.
وفي ليلة العيد قمت بتنظيف البيت ومسح أرضياته وتلميع أثاثه وتجهيز أركانه مشبهة نفسي بمكنسة الكهرباء التي تعمل بلا توقف بما أنها متصلة بقابس التيار الكهربائي، والفرق الوحيد بيتي وبينها أنها تعمل على سريان التيار الكهربائي في أسلاكها بينما أنا أعمل على خلايا جسدي المنهكة.
وبعدها قمت بغسل وكي ثياب العيد الجديدة لأفراد الأسرة وإعداد ملابس صغارهم الزاهية الألوان وتجهيز كل ما يحتاجون من جوارب وأحذية ومستلزمات، ولا أدري في نفس الوقت هل أطفالي عراة أم يكتسون ملابس رثة يستقبلون بها عيدهم اليتيم دوني؟
وعند أذان الفجر أهرع للمطبخ لتجهيز أطباق الحلوى والتمر وإعداد مستلزمات الإفطار من مختلف أصناف الأجبان والزيتون وشرائح الخبز الطازجة أرى خلالها أفراد الأسرة يتأهبون للذهاب لصلاة العيد يرتدون ملابسهم على عجل تسبقهم البسمة والحبور فأنا لا أعرف من صلاة العيد إلا صوت الإمام بتسلسل صدى تكبيره وتهليله لإذنني عبر النافذة يردده مراراً وتكرارا عبر فقرات متقاربة فيهز في فؤادي مشاعر مختلجة تزلزل كياني ووجداني.
وكم تمنيت وأنا مسلمة مثلهم الذهاب معهم لأداء تلك الصلاة التي تقام مرة واحدة في السنة ومشاهدة مظاهر التكبير وإقامة صلاة العيد في بلاد الحرمين.
وفي الصباح عند الإفطار أعد سفرة طعام طويلة تزخر بمختلف الأصناف والأنواع وأكتفي بصحن صغير به بضع لقيمات تسد جوعي وكوب ماء أرطب به ريقي، وبعد طعام الإفطار أغسل الأكواب والأطباق المتسخة، وأسرع فيما تبقى لي من قوة لعمل الشاي والقهوة وكم تمنيت أن أجلس دقيقة للراحة بعد عناء عمل شاق.
وفي الليل تقام حفلات استقبال المهنئين بالعيد وتمتد اجتماعاتهم لساعات الفجر الأولى ألبي ما يحتاجون من مأكل ومشرب وتنتهي الاجتماعات بانقضاء أيام العيد ولياليه ويطوي معه ذكرى عيد لي وسنة لا تعود من سنوات عمري.
ختاماً إني أتساءل، لماذا يكتفي كفيلي وأهله بأن أحمل مسمى الديانة المسلمة في جواز سفري ويتجاهلون رغبتي في أن أكون مسلمة حقاً تؤدي الفرائض الإيمانية وترغب بتعلم أركان الإسلام كي أتذوق حلاوة الطاعة خاصة أنني أقيم في بلد الحرمين؟ ولماذا يتجاهلون رغبتي في حضور صلاة العيد مع باقي المسلمين؟ هل خوفهم من تقصيري في عملي وخدمتهم يمنعهم من تعليمي مناهج ديني وتطبيق تعاليمه؟
ألست بشرا مثلهم لي أهل أشتاق لهم وأطفال أحلم بمداعبتهم وتهنئتهم بالعيد؟ ألست نفسا تعرف الفرحة والبهجة بحلول العيد؟!
فهل لقمة العيش وسعيي وراء رزق حلال سبب كافٍ لحرماني من الاستمتاع الحلال بالعيد وأيامه؟ ألم يعملوا كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل خادمه أنس بن مالك الأنصاري الذي خدمه عشر سنين لم يقل رسول الله له خلالها لشيء صنعه أنس: لم صنعته ولا لشيء تركه أنس: لم تركته؟ بل كان رسول الله يناديه أنيسا بصيغة التصغير تحببا وتدليلا فتارة يناديه أنيسا وتارة أخرى يناديه يا بني.
يكفيني إهدائي في أيام العيد هدية صغيرة متواضعة تدخل الفرحة لقلبي ويكفيني الذهاب لصلاة العيد في مصلى النساء مع فتيات الأسرة ونسائها يكفيني أن يهنئوني بحلول العيد كما يهنئون أنفسهم، فما أجمل أن يهدوني ثوبا جديدا أو بطاقة اتصال هاتفي أبارك لأهلي بالعيد من خلالها.
إني لن أشكو لتلك الجمعية المسماة "جمعية حقوق الإنسان" فهم لن يفهموا لغتي الأصلية أو لغتي العربية المتكسرة ولكني سألتجئ لله أن يلهمني الصبر والاحتمال لمواصلة كفاحي من أجل طفل لي هناك يأكل وولد لي يسكن ويتعلم بالحلال دون أن يسرق.
فأنا إن كنت عند العباد خادمة إلا أنني عند رب العباد مسلمة مكرمة لا أفرق عن أي بشر إلا بالتقوى.
قال خير الأنام (من لا يرحم لا يرحم)
ملاحظة: هذه المقالة لا يقصد بها تعميما ولا تخصيصا لفئة معينة.
منقوووووول
الأربعاء أكتوبر 29, 2014 6:04 am من طرف Ebrahem Mohamed
» ابي ترحيب حار ( :
الإثنين أبريل 02, 2012 2:51 pm من طرف الهنوف
» تكفون لا تردوني ياصبايا ابييه ضرور اليوم قبل بكرا
السبت مايو 21, 2011 4:29 am من طرف عبوشه
» مراااااااااااحب أنا أعرف شوشو وهى صديقه أختي عفوره
الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 7:45 pm من طرف دمعه قهر
» الرياض الساعة 12.15 ظهرا امس الله يرحمنا برحمته
السبت أكتوبر 30, 2010 8:18 pm من طرف ج ـودي
» 2010 حملة العودة الي اصحاب للابد
السبت أكتوبر 30, 2010 8:13 pm من طرف ج ـودي
» لآتبكَيْ عَلَّى حُطَأَمْ الدُنْيا وآبَكَيْ عَلَّى نَفَّسَك
السبت أكتوبر 30, 2010 8:02 pm من طرف ج ـودي
» أتمنى إني أكووون خفيفه ظل دائمــآآ ..
السبت أكتوبر 30, 2010 7:52 pm من طرف ج ـودي
» نشيد أعجبني
الأربعاء أبريل 14, 2010 1:49 am من طرف زائر